القراصنه الدنماركيون
الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:
فَإِن حماية جناب المصطفى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، وحفظ حقه، وتوقيره ، والذب عَنْهُ، وجهاد أعدائه مطلب شرعي، وواجب ديني، وَهُوَ مِنْ حقوق شهادة أَنَّ محمدا رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وإن ما قام بِهِ القراصنه الدنماركيون ناتج عَنْ كفرهم بالله العظيم، وحقدهم على دين الإسلام، وبغضهم للرسول الكريم مُحَمَّد بن عَبْد الله الهاشمي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- .
وإن الناظر فِي تاريخ الدنمارك يجد أَنَّ هذه البلاد الصغيرة البعيدة اشتهرت قديماً بالقرصنة واللصوصية ..
فَقَدْ كَانَ القراصنة الدنماركيون يجوبون البلدان الإسلامية المطلة على المحيط الأطلسي والبحر المتوسط فيغيرون ويسرقون وينهبون ويهربون ..
وَقَدْ كانوا يعرفون بـ"الأردمانيون" أَوْ "المجوس الأردمانيون" أَوْ يطلق عليهم المجوس فقط ..
وهم النورمان وإن كَانَ هَذَا اللفظ يجمع الدنمارك والنرويج والسويد
وَقَدْ كانوا فيهم كثرة مِنْ أَهْل الخسة والخبث ولهم باع طويل فِي الخراب والفساد ..
قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي سير أعلام النبلاء(8/261) : "فلما كانت سنة ثلاثين ومائتين طرق المجوس الأردمانيون إشبيلية في ثمانين مركبا في الوادي فصادفوا أهلها على غرارة بمطالة أمد الأمان لَهُمْ، مع قلة خبرتهم بحربهم، فطلعوا من المراكب وقد لاح لهم خور من أهلها، فقاتلوهم وقووا على المسلمين، ووضعوا السيف فيهم، وملكوا إشبيلية بعد القتل الذريع في أهلها حتى في النساء والبهائم ، وأقاموا بها سبعة أيام، فورد الخبر على الخليفة عبد الرحمن بن الحكم فاستنفر جيشه وبعث بهم إلى إشبيلية، فحلوا بالشرق، ووقع القتال واشتد الخطب، وانتصر المسلمون، واستحر القتل بالملاعين حتى فنى جمع الكفرة لعنهم الله، وحرق المسلمون ثلاثين مركبا من مراكبهم فكان بين دخولهم إلى إشبيلية وهروبهم عنها ثلاثة وأربعون يوما وهذا كان السبب في بناء سور واديها "
فمن وحشيتهم حتى البهائم قتلوها لعنهم الله
وانظر مِنْ أخبارهم وما فِيْهَا مِنَ الشناعة والغدر والخيانة والخبث والفساد فِي هذه المراجع:
سير أعلام النبلاء(10/312-313)
الذخيرة فِي محاسن أَهْل الجزيرة-يعني:الأندلس ردها الله إِلَى بلاد الإسلام-(5/181).
التاريخ الأندلسي للدكتور عَبْد الرَّحْمَنِ الحجي(ص/227-240) فإنه مهم ونفيس
#############
الدنماركيون مِنَ البقر إِلَى البقر
كَانَ الدنماركيون مشهورين بالقراصنة اللصوص الذين هم أشبه شيء بالبقر والبهائم، واليوم اشتهروا بالبقر الحقيقي فهي مِنْ أشهر الدول المصنعة للأجبان والألبان ..
البقر الدنماركيون فِي الماضي وجدوا مَنْ يؤدبهم ويضربهم بيد مِنْ حديد حتى راموا الصلح والهدنة فِي بَعْضِ الأوقات وخاصة فِي عهد ملكهم هوريك ..
أما اليوم وَفِي العصرالحاضر ونظراً لما أبدته دولة الدنمارك مِنَ المسالمة والمهادنة استفاد الناس مِنْ بقرهم! وشكروا لَهُمْ صنيعهم، وليس صنيعهم للجبن فِي الحاضر بل وَفِي الماضي حتى كَانَ أَهْل الأندلس يقولون: مِنْ دخل شريش ولم يأكل بِهَا المجبنات فهو محروم!!
وشريش مِنَ المدن التابعة لإشبيلية وعرفت بالجبن بَعْدَ أَنْ بقي فِيْهَا مجموعة مِنَ الدنماركيين على إثر دحر غزوهم لإشبيلية عام229هـ حيث أسلموا واحترفوا تربية المواشي وصناعة الجبن. انْظُرْ: نفح الطيب(1/184)
ويبدوا أَنَّ البقر القدامى(البرابرة المجوس) قَدْ عادوا فِي هذه السنة، وصار لَهُمْ الصولة والجولة فِي الدنمارك، وسيكونون بإذن الله دماراً على أنفسهم وبلادهم ..
لذا يجب على عقلاء الدنماركيين أَنْ يحبسوا هؤلاء البقر، وأن يجعلوا منهم عبرة لمن اعتبر!